بحث

الأربعاء، 7 مارس 2012

نصف أنثى


قد تغفر لك المرأة القسوة والظلم ..

   لكنها لا تغفر لك عدم الاهتمام بها..



تمام يا فندم.. تم العثور داخل المنزل على جثة لرجل، ويبدو أنها هنا منذ أيام وفقًا لما قاله المحيطون بالمتوفى أنه يحيا وحيدًا بعد أن تركت زوجته المنزل وتطلقا، ولم يظهر منذ مدة، و أبلغونا لنأتي ونجده ملقيًا علي ظهره وبجانبه زجاجة بيرة، و كوكايين يبدو أنه توفى أثر جُرعة زائدة.


يدق الباب فتتجه سهيلة لتفتحه.

-مدام سهيلة؟

- نعم من أنت ؟

-النقيب ياسر المحمدي، قسم الدقي، حضرتك زوجة المهندس أمير راغب، المقيم بعمارات الأمل؟

-كنت، لست زوجته الآن، ما الأمر؟

- يؤسفني إبلاغك بوفاة زوجك السابق أثر جرعة مخدرات زائدة في مسكنه.

- ماذا تقول؟!

- مدام سهيلة.. مدام سهيلة.

تنظر سهيلة للنقيب ياسر وتبكي في صمت، ولا تستطيع الكلام، فيحدثها النقيب قائلاً: آسف علي هذا الخبر الذي أخبرتك إياه، لقد وجدناه ميتًا، ويبدو أنه توفى منذ عدة أيام، ووجدنا تلك الورقة في قبضة يده.

نظرت سهيلة للورقة فعرفتها منذ أول لحظة، جواب خطته بيدها له ذو حواف وردية، كان ورقها المفضل للكتابة وعلمت ما تلك الورقة فأخذتها وضمتها وبكت وتذكرت كيف بعثتها إليه...

بعثتها إليه عندما قررت أن تلك الحياة لن ترضيها، لن تستطيع أن تحيا هكذا، فذهبت ذلك اليوم وكتبت الخطاب وأرسلته له بالبريد.
..

يدق الباب فيفتحه أمير فيجد ساعي البريد يقول: أستاذ أمير راغب فيرد أمير قائلاً: نعم أنا، ما الأمر.

فيقول الساعي: جواب لحضرتك أتفضل وقع.

يوقع أمير على الورقة، ويأخذها لكي يفاجأ أنها من سهيلة زوجته التي تركت المنزل ولا يعلم أين هي.

فيفتح المظروف ويقرأ:

زوجي الحبيب..

حين تصلك تلك الكلمات فأعلم أنني انتزعت من جسدي أخر جزء من قيودك وحطمته.

اليوم أصرخ بك قائلة: أنا أنثى.

منذ أن التقينا، وقد شب حبك في قلبي وجسدي كنار ترفض الخمود، أما أنت فقد جئت إليّ تقول: هل تتزوجينني؟

حين سمعت عرضك تفجرت السعادة داخل قلبي، وتغلغل الحب أكثر وأكثر في شراييني، ووافقت وتزوجتك، كم كان إحساس رائع وأنا أتزوج ممن أحب لا لن أقول من أحب بل من عشقت،كنت أقبل يديك عشقًاً وليس ذلًاً.. علمت كيف أكون امرأة فقط من أجلك.

لا أعلم لماذا تزوجتني؟! هل لأنني كان يرغب بي كل من حولك! أردت أن تمتلكني؟!

بربك أجيبني...

لطالما أغضضت طرفي عن قسوتك معي وخيانتك ورضيت بأنك في نهاية المطاف تأتي لأحضاني أنا، لقد كانت روحي تعود لجسدي بعودتك.

وأتيت يوماً لتقل لي سأتزوج من أخرى، ولكنك تريدني في حياتك، لا أعلم كيف ارتضيت أن أصبح زوجة مهملة تأتيها حين تشعر بالملل.

سيدي لقد ضقت ذَرْعًاً بتلك الحياة؛ لقد أصبحت أحيا نصف حياة لا امتلك منك إلا نصف رجل.

سأقول لك تلك المرة سيدي: لن أقبل أن أكون مُسكنًاً لغرورك الرجولي بعد الآن.

فأنا لن أكون أبدًا.. "نصف أنثى"

مع خالص احتقاري
زوجتك

نظر أمير بذهول لذلك الخطاب، لم يتوقع أبداً منها أن تفعل ذلك لقد كانت طوع يده، لطالما كان قاسيًا عليها ولكنها كانت تغفر له، أخذ أمير الجواب وألقاه بدرج مكتبه ثم خرج متجها لشركته وزوجته الثانية، وتمر الأيام فتخسر شركة أمير، ويغلقها.. وهنا يحكي محمود التابعي أعز أصدقاء أمير فيقول للضابط: تبدل حال أمير فلقد تركته زوجته الثانية،وعاد محطمًا لبيته الأول معتقدًا أنه سيجدها، سيجد أحضان مدام سهيلة الدافئة التي لطالما سامحته وضمته، توقع أن يجدها تبتسم لعودته وتضمه لصدرها، تأخذه بين ذراعيها وتذهب حزنه ولكنه دخل منزله ليجد فراغ، ذهبت الحياة من أمير وأدمن المخدرات وكان يحيا كالموتى ويتذكر كل لحظة سهيلة و يندم علي تركها واعتقد أنه أفضل الآن فهو تحطم فعلًا دونها وكانت أخر كلمة سمعتها منه وهو يحادثني علي الهاتف وينقطع اتصاله "ليتني لم أعاملها كـ "نصف أنثي".

2 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More