ربما يكون مغلقًا مجموعة قصصية
للكاتبة : حرية سليمان
صادرة عن دار اكتب للنشر والتوزيع
تأتي المجموعة موزعه بين المشاعر القوية والحزن الدفين
فتدخلك الكاتبة حرية سليمان في عدة مشاهد وعدة مشاعر متباينة
تبدع في تداخلها
رغم صبغة الحزن التي تخيم على المجموعة والمشاعر الحزينة
إلًا أنك تلمس عذوبة ورقه ودفء حين تقرأ تلك المجموعة
أحببت بها دولاب الذكريات و نوّه و حقيبتها
وكثير من المقتطفات
ولكن ما أنا بصدد عرضه لكم
هو كم ان تلك الكاتبة مبدعة حتى في الكوميديا في تلك المجموعة
سأعرض لكم جزء من قصة "قبلة"
تركت لها نفسي ومشاعري وأحلامي وكل شيء ..قررت إنها هي - ولن تكون سواها- سيدتي ومليكتي ورفيقة عمري .. وبغض النظر عما حدث بعدها، إلا إنها ظلت هي هي .. أراها يوميا وبنفس المشاعر وبنفس الرغبة و اللهفة ...لا أخفي إنني بعد فترة بدأت أشعر أنني أفتقد شيئا ما ..ظللت أبحث عنه .. معها بكل تأكيد، ولكنها دوما ما تركت لي إلا فتات فرص أتمسك بها.
وبرغم ذلك ظللت أحبها، ولم أتوقف عن حبها ..
ربما أصاب حياتنا بعض الفتور، ولكنني دوما في سعي لإصلاح تلك المسافة، التي اختنق الضوء فيها. ودوما تفاجئني بردود أفعالها الغريبة.. ودوما تتركني في حالة من عدم التصديق. ..إلا إنها لا تستمر طويلا، وتغادرني في صمت.. وهذا ما حدث في أحد الأيام، ولو إنه بدا لطيفا في حينها، إلا أنه ترك بداخلي تساؤلا عما سيكون عليه الحال بعد عشر سنوات من الآن.....!!!!
"بصيت قلتلهـا ياستي بحبـك والله ..مالك ..ليه بصالي كـده ..عمرك ما حسيتي بكـده ولا إيه ..!!"
"و كااان يوم . يااااه ، كان حلم جميل ،ماسكها من إيديها وعيني في عينيها ونامت في حضني .. ورقصنا سلو يمكن للصبح ..بس كان حلم..كنت سعيد يمكن أكتر من يوم جوازي ..شفتني باضحك وضحكتي مرسومه علي وشي زي طفل صغير وهي طايره زي الفراشة ..كل حاجه فيها مرسومه بدقه وبشكل لافت للنظر ..كل تفصيله من ملامحها فكرتني بأول مره شفتها فيها ..كل شئ فيها بينطق ، عيونها، شفايفها ، خدودها ، وشها المدور الرقيق ، حتي شعرها كان طاير بحريه بيداعبه النسيم وبيلمس مشاعري واحساسي قبل مايلمس وشي وفعلا قلتلها بحبك ...بس الغريبه مكانتش بتبصلي زي دلوقتِ يمكن لأنه كان حلم "
"يومها ..لما فقت من نومي ..كان القرار اللي أخدته ..إن بعد عشر سنين جواز وبمناسبة الحلم الجميل ده ..قررت أنا المذكور أعلاه أو أدناه منح زوجتي قبله رقيقه علي الصبح كده وبدون سابق إنذار"
"قمت وأول مافتحت عيوني ..لقيتها مش هي صاحبتنا بتاعة الحلم الجميل ..يعني زادت كده كام كيلو ..بس وماله ..إن دبلت الورده ..يعني شعرها مش هو هو يعني ..وأكيد مخبياه ورا شئ غريب مجنني بقالي كام يوم شايفه علي راسها .بس وماله ..هي يعني هاتعمل ايه ولا إيه..!!"
"كفايه عليها البيت والعيال ..والله بتصعب عليا"
"المهم فعلا قربت منها وبستها من جبينها ولا كأن فيه شئ حصل ..برضه نايمه ..طيب مشهد 1 تاني مره نهار داخلي من الأول ..كلاكيت .. بوسه علي جبين حرمنا المصون نرمين، يعني بدأت تفوق من الغيبوبة الغريبة إنها اتقلبت علي جنبها التاني، ياستي، ياهانم، هو إختراع ولا إيه، دي بوسه."
"قلت لنفسي ، طيب ، مش مشكله ، تالت مره عشان بقي حتي نلت شرف المحاولة علي الأقل ودي أكيد التالته اللي تابته ، بجد وكاااان يوم ، وآدي بوسه علي خدها الجميل، بصيت لها ....أي أي إيه ده بس يا نرمين، كوع في وشي ، ياستي هو أنا عملت إيه ..؟؟"
- هو فيه إيه ..؟؟
- مفيش .كنت با صبح عليكي .
- إزاي يعني ..؟؟
- كده ..زي الناس .
- يعني كنت بتعمل إيه ..؟؟
- ولا حاجه .ببوسك عالصبح ..!!
- ليه ..إيه حصل..؟؟
- غريبه بجد ..!! مستغربه ..هو أنا عمري مابستك ..!!
- لا طبعا بس مش عالصبح كده ..!!
- خلاص ..آسف ..متزعليش نفسك .
- وعينك مالها ..؟؟
- كوعك بس كان في عيني ..
- مجدي ..مالك فيك إيه ..؟؟
- مالي إزاي ..!!
- مش عارفه ..بجد مالك ..انت فيك حاجه متغيره ..!!
- حاجه ..!! لا حاجه ولا محتاجه ..فيه إيه إهدي .
- لا بجد ..إنت مداري إيه عني ..؟؟
- مداري إيه يعني ...؟؟
- شوف إنت !!
- قصدك إيه ..!! أنا غلطان ياستي ..سحبتها ولا حاجه ومفيش حاجه ولا أي حاجه ..مكانتش بوسه دي ..!!
- إيه اللي فكرك ..يعني أول مره عالصبح ...طول عمري بأقوم مش بلاقيك حتي جنبي ..!!
- ماهي غلطتك ياحبي .فيه حد بينزل من غير فطار غيري..!!
- مانا طول الليل صاحيه مع ولادك لوش الصبح بعد ماخلص اللي ورايا ..
- خلاص ياستي أجازه النهارده ..عشان خاطرك ياقمر .هساعدك ولا أقولك هاعملك كل حاجه
- بجد غريبه ، دى أول مره ..مالك ..إنت بتحب جديد ولا إيه . !! تكونش زميلتك اللي ردت عليا مره أنا حسيت صوتها اتغير لما قلتلها إني المدام ..أكيد هيا يا مجدي ، مش كده .!!
- إنتى مجنونه اكيد ، إيه اللي خلاكي تقولي كده ..؟؟ إيه اللي بتقوليه ده !!
- أيوه بجد ، كمان إنت بتجيب سيرتها كتير وبتحكي عن ظروفها بتعاطف شديد ॥حلوه يا مجدي زميلتك دي ..؟؟
ويستمر عرض الزوج والزوجة لحين الإنتهاء من القصة
كم أسعدني قراءة تلك المجموعة
فكما أبكتني اضحكتني
اسعد الله مؤلفها
آية سعد الدين
12/4/2012